لم أكن أودُّ الخوضَ في موضوع البلبلة التي يثيرها فلول نظام الرئيس المخلوع عمر البشير من الإسلاميين وغيرهم في ظروف الحرب الدائرة اليوم في السودان، وذلك لثلاثة أسباب. الأول لقناعتي بأنَّ هذه اللحظة تستدعي تركيزَ الأنظار نحو معركة وحيدة، تلك التي يخوضها الجيش ضد ما أراه محاولة انقلابية نفذها قادة «الدعم السريع» لتسلم السلطة في إطار مؤامرة واسعة متشابكة الخيوط. والثاني لإيماني الراسخ بأنه لا يستقيم أبدا أن نساوي بين الجيش وميليشيا في النظر إلى هذه المعركة، وأنه في كل الأحوال لا يمكن لدولة راشدة أن تقبل بوجود ميليشيات، وجيوش رديفة وسلاح منفلت، لأن هذه وصفة مؤكدة للفوضى والخراب والاحتراب.
التفاصيل